الخميس  02 كانون الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كتبت رئيسة التحرير

 الاستبعاد السياسي

الاستبعاد السياسي وممارسة الشر على الذات

ليست المقالة عن الشر هنا كتابة لاهوتية، ولا مقالة أنثروبولوجية في الشعوذة أو في تأثيرات معتقدات ما وراء الطبيعة على سلوك الإنسان، بل هي مقالة في العمى السياسي من جهة، وعن الاستبصار أو التجلي، من جهة أخرى، والذي بات يتحلى به المشاهد أو المراقب للأحداث بحيث لم يعد بعيدا أبدا عن إحساسه بالشر، أو حتى رؤيته عيانا. ويتحقق ذلك إذا ما قيست الأمور بين ما يحدث في قطاع غزة من إبادة تختصر حكاية فلسطين، فيما يوصف بالشر المطلق،

هل من متعظ من سوريا؟

هل من متعظ من سوريا؟

تبدو العبارة المتداولة "التاريخ يعيد نفسه" عبارة لا قيمة لها في عرف الساسة العرب، ولا يحفز حدث بقيمة سقوط ثلاثة وخمسين عاما من حكم عسكري استبدادي، شبيه بحكم معظم الأنظمة العربية الحاكمة، شيئا من التفكير في إمكانية الاتعاظ من قبل أنظمة شاخت وفشلت . حتى في الدول التي حاولت خوض غمار الثورات الشعبية، عادت وارتكست لسبب أساسي وهو عدم النضج كفاية لمواجهة رسوخ وعمق الدولة والنظام الحاكم الذي كان يشن ثورات مضادة تجهض ثورة الشعوب المقموعة.

الغياب الميكافيلي|

الغياب الميكافيلي| بقلم: رولا سرحان

يؤخذ في العرف السياسي بمبدأ أن تغييب الخصم أو العدو هو الانتصار الأهم الذي يمكن تحقيقه في المعارك والحروب والأزمات، بغض النظر عن شكل هذا التغييب، سواء أكان بالقتل والتدمير أو الإبادة كما يحدث في غزة منذ أكثر من عام، أو من خلال إقصاء من التاريخ ومن الحضور فيه مثلما حصل مع عملية كتابة تاريخ فلسطين من وجهة نظر المستعمر الذي افترض غياب الفلسطيني وخلو أرضه منه.

لماذا نحب بيروت؟

لماذا نحب بيروت؟

نحب بيروت، ولا نشفى من حبها، مثلما نحب تونس ولا نرجوا شفاء من حبها كما قال محمود درويش. ونحب بيروت مثلما نحب الجزائر، أو الكويت، أو القاهرة، فحب المدن أصيل وأعمق من حب الناس للناس. وحب بيروت حب حائر، كأنك تحب نجمة، فبيروت رغم كل المحن ما زالت نجمة المدن العربية، وما زالت "ست الدنيا" كما قال نزار قباني فيها.

عن إحياء ذكرى السابع

عن إحياء ذكرى السابع من أكتوبر في ذهنية المستعمر

بدأ الإعلام الإسرائيلي مع صباح اليوم، السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، موجات تغطية مفتوحة كما نشر جملة من التغطيات الإخبارية الصحفية المكتوبة لما تمت تسميته "إحياء الذكرى السنوية الأولى للسابع من أكتوبر الأسود"، وفي تسميات أخرى أطلق عليه الإعلام صفة "الكابوس"، أو "اليوم الذي لم ينته بعد". وجاءت هذه الممارسة التذكرية في سياق ما حددته حكومة دولة الاحتلال باعتباره "يوماً وطنياً سنوياً للحداد لتذكر ضحايا السابع من أكتوبر/تشرين الأول".

الحق الحصري في التوحش

الحق الحصري في التوحش المطلق

سيمر في 7 تشرين الثاني/ أكتوبر 2024 عام كامل على الإبادة في فلسطين في غزة ممتدا إلى لبنان وحتما غير مقتصر عليها، وستظل الإنسانية في مواجهة مباشرة مع معضلة كبرى تحت مقصلة السؤال المركب: لماذا لم يتمكن أحد حتى اليوم من وقف هذا التوحش؟

التفكير عند درجة

التفكير عند درجة الغليان

في خضم هذا التسارع المحتدم للأحداث والوقائع المستجدة آنيا في ظل حرب الإبادة في فلسطين في غزة، سيصطدم المراقب دائما بسؤال التفكير في الحدث: حدث يقع بسرعة فائقة يتلوه حدث آخر بسرعة أعلى في متوالية من الأحداث المتنافسة في سرعتها، بينما كل حدث منها هو واقعة بحد ذاتها، تخلط امتدادات الزمن التاريخي القصير والمتوسط والطويل، بحيث يصعب تقعيدها في زمنها الصحيح للتفكير فيها. وسيأتي سؤال "كيف يمكن أن نفكر في فلسطين؟"

غزة: ماذا يرى الفلسطيني

غزة: ماذا يرى الفلسطيني الميت قبل أن يموت؟

لم نكن في فلسطين أقرب إلى الموت مثلما نشهده اليوم من التصاق به كما هو في غزة، موت بالجملة وفرادى، كبارا وصغارا، نياما وأيقاظا، لكأنما الفلسطيني فاقد للصلاحية يستدعي إتلافا مستمرا. يقدم الموت نفسه في غزة حضورا في أقصى تجلياته المادية المتحققة عيانا أمام أنظارنا، مرئيا مباشرة لحظة وقوعه، نتعرف على القاتل بكل وضوح، وتوثق جريمة القتل على الهواء مباشرة، ويتكرر بث الجريمة مرات ومرات.

غزة في

غزة في "الزمن النكبوي": زمن الإبادة المستمر

عند النظر إلى خارطة غزة الجوية من خلال "جوجل إيرث"، سيكون بالإمكان تقليب الكرة الأرضية وتحريكها، الاقتراب والابتعاد عن المكان كثيرا، أو المضي في تفاصيله الصغيرة الدقيقة. وسيبدو قطاع غزة صغيرا جدا إذا ما قورن بخارطة فلسطين التاريخية، أو بقياسه بخرائط جغرافية أخرى، ومقارنتها بعالم يبدو بعيدا كثيرا عن غزة رغم انشغاله بها، لكنه ينظر إلى غزة ويراها في لحظة وقوع الحدث

عدالة فلسطين في عيون

عدالة فلسطين في عيون الحراك الطلابي

لم تسفر عقود من التغطية على فلسطين قضية وشعبا وتاريخا عن تهميشها، ولم تؤدي محاولات التغطية عليها بمؤتمرات السلام بدءا من مدريد وأوسلو وما بعدها، وصولا إلى مسارات التطبيع العربية -الإسرائيلية، إلى نبذها عبر سحب تمثيل فعلها المقاوم من شعبها، بل أصبح هذا الفعل معامل تصحيح لسنوات من التضليل السياسي المفروض بالقوة خارجيا وداخليا،

هل يمكن للألم أن يكون

هل يمكن للألم أن يكون قابلا للعد؟

ما معنى أن نعد حتى المئة؟ مئة يوم من الحرب: ابنة الموت، والزمن الذي لا يقاس، واللسان الملتوي. كيف يعد الشهيد يومه المئة كجثمان دون قبر؟ وكيف يعد المبتور الطرف يومه المئة كمصاب بخلل الوصول؟ وكيف لليتيم أن يعد يومه المئة وهو لم يدرك بعد معنى العد؟ ما معنى العد عندما نفقد مقدرة الوصول إلى النهاية، نهاية ما لا يعد: الألم؟

غزة: من السجن إلى

غزة: من السجن إلى القبر إلى الانتصار

عندما تم توصيف غزة بأنها أكبر سجن مفتوح في العالم، وقف العالم صامتا لا مباليا. ولأكثر من سبعة عشر عاما، تعامل مع الفلسطيني كسجين صامت هو الآخر، يفتقر إلى كل حيلة قد تمكنه من إسماع صوته. حدد عدو غزة، وبدعم دولي، درجة صوت الفلسطيني محاولاً خفضها إلى ما دون الصمت وبكل وسائل وأدوات السيطرة. حاصر حرية الحركة جوا وبحرا وبرا،