في معنى الثقافة الفلسطينية التي نحتاج
2023-04-02
في شهر آذار، الذي خصه محمود درويش بقصيدة، وخصتهُ وزارة الثقافة الفلسطينية بيوم الثقافة، وفيه يُحتفى بيوم الشعر العالمي، وبيوم المسرح العالمي، يمكن لنا مجدداً أن نلحظ أن الفعل الثقافي في فلسطين
وطن الشهيد: من يُنسبُ إلى الآخر؟
2023-03-08
عندما كتب الشاعر والثوري الفلسطيني، برهان الدين العبوشي، مسرحيته "وطن الشهيد" عام 1947، كانت قد تبدت له معالم وواقع حال فلسطين. فما بين تآمر الدول الغربية مع الحركة الصهيونية على استعمار فلسطين، إلى توجيه نقده للقيادات العربية، كما نقد القيادات الفلسطينية حينها، قدم العبوشي سردية تأريخية بلغة شعرية رفيعة. لكنه بالأساس، كان يريدُ، من بين كل ذلك، أن يقف وقفة تطول أمام الشهيد في وطنٍ تتم نسبتُه إليه؛ أي نسبة الوطن للشهيد.
فأس المجزرة بين المتحف والذاكرة
2023-02-08
كان لافتاً، أن ترى فأساً مؤطرةً في برواز خشبي، وتتدلى منها بطاقة كتِب عليها التالي: "السيد محمد هاجر عبد الله.. وجدها في زواريب شاتيلا ملطخة بالدماء.. سبتمبر 1982/ استعملت في مجازر صبرا وشاتيلا". تلك الفأسُ، والتي يُحافظُ عليها الدكتور محمد الخطيب، في متحفه الذي أسسه بمجهودٍ ذاتي في واحد من أزقة مخيم شاتيلا في بيروت،
2023-01-01
بلُغةِ المجازِ والوعي سأقول للعام الذي يمضي: إرحل، فلم تكن طيباً كفايةً ولست قائماً إلا بالألم رغم الأمل، وبنية الخروج منك، وإدخالك في سباق الماضي مع نفسه للانتصار علينا ورفضنا لهذا الانتصار الذي يكتُبه غيرنا. ستبقى منك كومةٌ من الأحداث المتشابهة، والأشخاص المتشابهين، الذين ينتقلون معنا من عامٍ إلى آخر ويكررون حضورك بصيغةِ عامٍ جديد. يملؤون فراغ الحاضر بك، فنعودُ كأن أحداً لم يغادرك. فمن الذي يمزح؟ ومن الذي يذبح؟ ومن الذي يربح؟ التاريخُ أم الزمن أم هم؟ ****
2022-11-30
عندما كان شعار القوميين والعروبيين أن "فلسطين هي قضية العرب الأولى"، ومن ثم حذفت الأنظمة الرسمية العربية هذا الشعار تدريجياً من خطاباتها، وانشغلت بقمع شعوبها، وتقهقرت القضية الفلسطينية لتصبح قضية الفلسطينيين وحدهم؛ يأتي كأس العالم ليبرهن من جديد أن فلسطين هي قضية الشعوب العربية وإن كره الرسميون العرب والمطبعون وإسرائيل.
في ذكرى إعلان الاستقلال: درويش ونص المستقبل
2022-11-13
إذا كانت الدولة هي المكون الذي تتبلور من خلاله الهويات الحديثة، فإن الفلسطينيين يصيغون هويتهم دون أن تكون لهم دولة. وإذا كانت الأوطان تصيغُ الحكاية المشتركة للهوية، فإن وطن الفلسطينيين مقسم إلى جغرافيات تصيغُ الحكاية الكبرى لهم.
المقاومة بين الاستثناء أو التكرار
2022-11-03
ليس في المقاومة من تعابير تُربكها أو تُعقد مشهديتها، فلا هي تحتاج لتوصيفات من قبيل عمليات فردية أو عمليات تنظيمية؛ وليست هي تساؤلٌ يحتاجُ إلى إجابة؛ وليس مكانها استثناء، فلا جنين استثناء، ولا نابلس استثناء، ولا حتى غزة استثناء. عند التفكير في الاستثناءات نقعُ في مغالطة مفاهيمية كبرى تتعلقُ بكيف نُعرِّفُ فلسطين أو كيف نُفكر في فلسطين عموماً.
2022-10-14
يبدو أن "ترك المخيم وحيداً" هي سمةٌ عامةٌ لـ "السياسة اللا سياسية" في بؤس الوعي الفلسطيني اليومي المنقسم ما بين نضالٍ افتراضي، وآخر متفرِّج، وقيادات وطنية نخبوية تعبر عن مغصها بالبيانات. يُتركُ المخيم وحيداً في جنين مثلما تُرك في صبرا وشاتيلا وتل الزعتر وبرج الشمالي ومخيم اليرموك. ومثلما تُتركُ فلسطين وحدها، يُحاصر المخيم، يُنتهك، يُعزل عن محيطه، وتجري محاولاتُ تفتيته وإفراغه، مثلما يتم تفتيتُ فلسطين وإفراغها.
اغتيال نفس الشهيد ومتلازمة الذاكرة الزائفة
2022-10-04
هل يتكرر اغتيال نفس الشهيد؟ تبدو فكرة اغتيال نفس الشهيد غريبة. لكن، ألا نشعرُ بأن الشهيد هو نفسه الذي يستشهدُ في كل مرة، بحيث تبدو الأخبار التي نتلقاها كل يوم عن ارتقاء شهيدٍ جديد ما هي إلا خبرٌ عن نفس الشهيد الذي سبقُهُ في تكرار لا يتوقف في حيز يتناتج فيه الشهيد في علاقة يومية معنا؟
2022-09-28
دائماً ما أسألُ نفسي إن كان المكانُ يتذكرنا بنفس الطريقة التي نتذكرُ بها المكان. في المنفى، حيث ولدتُ وعشتُ، إلى أن عدتُ نصف عودة –لأني لم أعد بعد عودةً كاملة أتخلّصُ بها من عبء لجوئي- كنت أتساءل هل يمكن لفلسطين أن تعرفني إذا ما عدتُ إليها، هل سيعرفني المكان الذي لم أولد فيه، ولم أعش فيه؟ كنتُ أفترضُ دائماً أنني أعرفُ فلسطين، لكني كنت أتساءل إذا ما كانت فلسطين ستعرفني، أو كيف سنعرِفُ بعضنا، أو كيف سنتعرَّفُ على بعضنا؟ وهل الحنينُ من طرفي يكفي كي يعرف أحدنا الآخر؟ فلا ذاكرة لي في المكان، ولا للم
احتلال أرحام الفلسطينيات والعنف التطبيعي
2022-09-23
ما من مكان يمكننا تخيله في فلسطين دون أن نتخيل الإسرائيلي- المستعمر يسبقنا في الوصول إليه، مهما كانت طبيعة هذا المكان، أكانت رمزية أم مادية، عاطفية أم جسدية، تاريخية أم أسطورية، سياسية أم جغرافيةً. فبعد أن حاول المستعمِرُ "احتلال الحب"، على حد تعبير إلياس خوري في مقاله حول قرار الاحتلال بتنظيم العلاقات العاطفية ما بين الفلسطينيين والأجانب، تبين أن الاحتلال يحاول دخول أرحام الفلسطينيات واحتلالها. ورغم أن محاولات تحديد الوجود الديموغرافي في فلسطين ليست بالجديدة، إلا أنها تظل تحملُ محاولاتٍ جديدة.
2022-09-08
الجغرافيا والحركة متلازمتان، فكي يكون بالإمكان فهم الجغرافيا بطبيعتها وتضاريسها وحدودها، فإن الحركة فيها وعليها هي لازمتُها. فالجغرافيا دون حركة هي وجودٌ لشيء دون معنى وبلا تعيُّن. لكن هل يمكنُ أن تكون العلاقة عكسية؟ أي أن تكون الحركة بلا جغرافيا غير قابلة للتعين هي الأخرى؟