الجمعة  28 آذار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كتبت رئيسة التحرير

غزة الوسيلة وليست

غزة الوسيلة وليست الغاية

لا يتوقع من الفلسطيني أن يتفاجأ من قتله العمد، لكنه عندما يصحو على عمليات إحصاء أعداد الشهداء والجثامين المفقودة تحت الركام بعد أسابيع قليلة من هدنة هشة كان يريد الإسرائيلي إفشالها منذ اليوم الأول بأي ثمن، فإنه يُصاب بالذهول.

لا مقولة لنا اليوم...

لا مقولة لنا اليوم... لا عهد لنا

في الماضي كانت مقولة الفلسطيني واضحة محددة، يستطيع طفل صغير في واحد من مخيمات اللاجئين ترديدها، حَفِظها كل من عاش في الشتات، أو من بقي صامدا على أرض فلسطين؛ وكانت تلك المقولة جامعة لامّة في عبارات: "فلسطين من البحر إلى النهر"

سياسة الفراغ

سياسة الفراغ

ما بين سياسة "ملء الفراغ" و"سياسة الفراغ" ما يجمع بينهما، وهو أن الفراغ ليس مجرد حيز مكاني، بل هو حالة مضبوطة من التحكم الواضح والمتخفي في آن، يسعى من خلالهما ممارس "سياسة الفراغ" وسياسة "ملء الفراغ" إلى الحفاظ على وجوده، وحضوره، وهيمنته. انتشرت "سياسة ملء الفراغ" في منطقتنا العربية بعد انهيار السلطنة العثمانية،

الفلسطيني العائد

الفلسطيني العائد

في خضم الجدل، غير المجدي، حول سؤال النصر والهزيمة في الحرب التي يشنها الصهيوني الاستعماري على الوجود الفلسطيني منذ نكبة عام 1948 وحتى تكثيفها على غزة، فإن المشهد الذي تناقلته وسائل الإعلام لتجمهر الغزيين بعشرات الآلاف أمام الحاجز العسكري في محور وادي غزة "نتساريم"، إنما يحسم هذا الجدل. وهي صورة قول بليغ نافية تماما للمقولة الصهيونية التأسيسية القائمة على نفي وجود الفلسطيني أو تذويبه في مخيمات لجوئه أو إبادته فوق أرضه، فلم يفت في عضد الفلسطيني عنف المستعمر طوال 76 عاما بل زاده إصرارا على البقاء،

 الاستبعاد السياسي

الاستبعاد السياسي وممارسة الشر على الذات

ليست المقالة عن الشر هنا كتابة لاهوتية، ولا مقالة أنثروبولوجية في الشعوذة أو في تأثيرات معتقدات ما وراء الطبيعة على سلوك الإنسان، بل هي مقالة في العمى السياسي من جهة، وعن الاستبصار أو التجلي، من جهة أخرى، والذي بات يتحلى به المشاهد أو المراقب للأحداث بحيث لم يعد بعيدا أبدا عن إحساسه بالشر، أو حتى رؤيته عيانا. ويتحقق ذلك إذا ما قيست الأمور بين ما يحدث في قطاع غزة من إبادة تختصر حكاية فلسطين، فيما يوصف بالشر المطلق،

هل من متعظ من سوريا؟

هل من متعظ من سوريا؟

تبدو العبارة المتداولة "التاريخ يعيد نفسه" عبارة لا قيمة لها في عرف الساسة العرب، ولا يحفز حدث بقيمة سقوط ثلاثة وخمسين عاما من حكم عسكري استبدادي، شبيه بحكم معظم الأنظمة العربية الحاكمة، شيئا من التفكير في إمكانية الاتعاظ من قبل أنظمة شاخت وفشلت . حتى في الدول التي حاولت خوض غمار الثورات الشعبية، عادت وارتكست لسبب أساسي وهو عدم النضج كفاية لمواجهة رسوخ وعمق الدولة والنظام الحاكم الذي كان يشن ثورات مضادة تجهض ثورة الشعوب المقموعة.

الغياب الميكافيلي|

الغياب الميكافيلي| بقلم: رولا سرحان

يؤخذ في العرف السياسي بمبدأ أن تغييب الخصم أو العدو هو الانتصار الأهم الذي يمكن تحقيقه في المعارك والحروب والأزمات، بغض النظر عن شكل هذا التغييب، سواء أكان بالقتل والتدمير أو الإبادة كما يحدث في غزة منذ أكثر من عام، أو من خلال إقصاء من التاريخ ومن الحضور فيه مثلما حصل مع عملية كتابة تاريخ فلسطين من وجهة نظر المستعمر الذي افترض غياب الفلسطيني وخلو أرضه منه.

لماذا نحب بيروت؟

لماذا نحب بيروت؟

نحب بيروت، ولا نشفى من حبها، مثلما نحب تونس ولا نرجوا شفاء من حبها كما قال محمود درويش. ونحب بيروت مثلما نحب الجزائر، أو الكويت، أو القاهرة، فحب المدن أصيل وأعمق من حب الناس للناس. وحب بيروت حب حائر، كأنك تحب نجمة، فبيروت رغم كل المحن ما زالت نجمة المدن العربية، وما زالت "ست الدنيا" كما قال نزار قباني فيها.

عن إحياء ذكرى السابع

عن إحياء ذكرى السابع من أكتوبر في ذهنية المستعمر

بدأ الإعلام الإسرائيلي مع صباح اليوم، السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، موجات تغطية مفتوحة كما نشر جملة من التغطيات الإخبارية الصحفية المكتوبة لما تمت تسميته "إحياء الذكرى السنوية الأولى للسابع من أكتوبر الأسود"، وفي تسميات أخرى أطلق عليه الإعلام صفة "الكابوس"، أو "اليوم الذي لم ينته بعد". وجاءت هذه الممارسة التذكرية في سياق ما حددته حكومة دولة الاحتلال باعتباره "يوماً وطنياً سنوياً للحداد لتذكر ضحايا السابع من أكتوبر/تشرين الأول".

الحق الحصري في التوحش

الحق الحصري في التوحش المطلق

سيمر في 7 تشرين الثاني/ أكتوبر 2024 عام كامل على الإبادة في فلسطين في غزة ممتدا إلى لبنان وحتما غير مقتصر عليها، وستظل الإنسانية في مواجهة مباشرة مع معضلة كبرى تحت مقصلة السؤال المركب: لماذا لم يتمكن أحد حتى اليوم من وقف هذا التوحش؟

التفكير عند درجة

التفكير عند درجة الغليان

في خضم هذا التسارع المحتدم للأحداث والوقائع المستجدة آنيا في ظل حرب الإبادة في فلسطين في غزة، سيصطدم المراقب دائما بسؤال التفكير في الحدث: حدث يقع بسرعة فائقة يتلوه حدث آخر بسرعة أعلى في متوالية من الأحداث المتنافسة في سرعتها، بينما كل حدث منها هو واقعة بحد ذاتها، تخلط امتدادات الزمن التاريخي القصير والمتوسط والطويل، بحيث يصعب تقعيدها في زمنها الصحيح للتفكير فيها. وسيأتي سؤال "كيف يمكن أن نفكر في فلسطين؟"

غزة: ماذا يرى الفلسطيني

غزة: ماذا يرى الفلسطيني الميت قبل أن يموت؟

لم نكن في فلسطين أقرب إلى الموت مثلما نشهده اليوم من التصاق به كما هو في غزة، موت بالجملة وفرادى، كبارا وصغارا، نياما وأيقاظا، لكأنما الفلسطيني فاقد للصلاحية يستدعي إتلافا مستمرا. يقدم الموت نفسه في غزة حضورا في أقصى تجلياته المادية المتحققة عيانا أمام أنظارنا، مرئيا مباشرة لحظة وقوعه، نتعرف على القاتل بكل وضوح، وتوثق جريمة القتل على الهواء مباشرة، ويتكرر بث الجريمة مرات ومرات.