قمة النقب واللعب في ساحة المتخيل والمتحقَّق
2022-03-29
رغم محاولات أنظمة التطبيع العربية إظهار أن عملية "تطبيعهم التتبيعي" مع الدولة الاستعمارية الصهيونية، عدوة العرب الأولى، هي محاولة لدرء الخطر الأمني الإيراني عن المنطقة، الذي يراه فقط الإسرائيليون وحلفاؤهم من المطبعين العرب؛ تبدو القضية الفلسطينية غائبة أو مغيبة. ورغم أن كل حكومات عدوتنا الإسرائيلية قد حاولت تغييبنا، بدءا من ترويج عبارات "لا شريك للسلام في الجانب الفلسطيني"، و"لا يوجد ممثل شرعي جامع للفلسطينيين يمكن الحديث معه"، يظل الفلسطيني حاضراً.
2022-03-02
كلما وقفت أمام قبر أبي متأملةً في تفاصيل التربة المحيطةِ به وتغطيه، وتفحصتُ الحجارة التي تلتف كقلوب صغيرة حوله، تستعيدُ حواسي حياتها، فأرى ما أراهُ كأنما لا أراه أو له بُعدٌ آخر، فالتربةُ لونها مختلف، أقربُ لأن تكون ذهبيةً، والحجارةُ تبدو مصقولةً بشكل ملفتٍ وكأنما تضيء لتصبح قادرة على عكس وجه والدي وابتسامته، ولا أفهم كيف تعكس هذه الحجارةُ وجه والدي. تنتابني مشاعرُ من الهلوسةِ بأني لو التفتُ خلفي سأرى أبي واقفاً هناك ليلفتَ انتباهي إلى أني أبحثُ عنه في المكان الخطأ.
2021-12-29
مع قرب انتهاء العام، وفي كل عام، وعندما يحين موعد الاحتفاء بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية يتردد في ذهني سؤالان: أما الأول فهو: "هل انتهت الثورة؟" هل انقضى عهد الثوريين والثوار والنضال الثوري، وأصبحنا مجرد أشخاصٍ عاطلين عن الثورة نتيجة مفاعيل عديدة فعلت فعلها بالفلسطيني منذ أن نبذت قيادتنا السياسية فكرة التحرير الكامل لفلسطين الكاملة
التطبيع المغربي- الخيانة: خطوتان إلى الأمام
2021-12-01
غادرنا عام 2020 بذيول العار والخزي المغربي بتطبيع حكومة المغرب علاقاتها مع الكيان الصهيوني وإخراج هذه العلاقات من السر إلى العلن. إذ إن المغرب الرسمي الملكي يقيم علاقات بشكل أو بآخر مع الكيان الصهيوني منذ ستينات القرن الماضي، وتعلم كل الأنظمة العربية والشعوب العربية بهذه العلاقات ويجد لها تبريرات. وقد أثبتت الأيام والسنوات تهافت هذه التبريرات وعقمها، ولعل الادعاء بتأثير المملكة المغربية والملك المغربي على الجالية اليهودية في الكيان الإسرائيلي الوازنة عدديا، وبالتالي التأثير المغربي في السياسة ال
عن الاستعمار الاستيطاني عند فيراتشيني
2021-10-28
نقوم في العدد 146 من الطبعة الورقية للحدث وبنسختها الإلكترونية، بترجمة مقال لورنزو فيراتشينيLorenzo Veracini : "ما الذي يمكن لدراسات الاستعمار الاستيطاني أن تُقدِّمَه لتفسير الصراع في إسرائيل - فلسطين؟ What Can Settler Colonial Studies Offer to an Interpretation of the Conflict in Israel-Palestine”،
2021-10-17
لا يمكن اختزال ما قام به مواطن "تعس" من تحطيم لرأس أسدين حجريين على دوار المنارة في ظهيرة يوم فلسطيني غائم، بعبارات "التخلف" و "الجهل" و"الغوغائية"، أو بتقزيمه في أنه مجرد تعبير جليِّ لتغلغل المد الديني في قلوب بسطاء الناس؛ أو باعتباره أحد تمثلات الانقسام العامودي الذي طال الفلسطيني وفلسطينيته في كل قضيةٍ ورأي.
في ذكرى إدوارد سعيد: بين الخاسر والضحية
2021-09-29
عندما تحضر ذكرى إدوارد سعيد في هذا الشهر من كل عام، أحاولُ الهروب من عينين خضراوين زجاجيتين ومن ابتسامةٍ صفراء تلحقُ بي لرجلٍ طويل القامة مكتمل البنية أشقر الشعر، هو نموذج نمطي للأمريكي الذي نُشاهده في أفلام هوليوود. فكما تصنعُ تلك الأفلام صورة لـ "الشرق" في أعين "الغرب"، فهي بالمثل تفعلُ في الاتجاه المعاكس. في رأسي تحضرُ صورة ذلك الأمريكي المتغطرس، وفي أذني يرن صوتهِ فرحا وهو يُبلِغني أمام أصدقاء آخرين، كنا معاً في نيويورك نستعد لدخول أحد مطاعمها، بأن إدوارد سعيد قد مات. لم أفهم حينها لماذا ي
2021-09-01
تستندُ هذه المقالة إلى مقاربتين نظريتين: الأولى لفولفغانغ إيزر Wolfgang Iser في مقاله "المسرحة باعتبارها مقولة أنثروبولوجية"، والثانية لبول ريكور Paul Ricoeur في مقاله "هل الأزمة ظاهرة حديثة على نحو خاص؟". بحيثُ يؤطر المقالان من الناحية النظرية مفهوم الأزمة والمسرحة، لنحاول بالتالي أن نفهم كيف تؤدي الأزمة إلى المسرحة، وفي حالتنا الفلسطينية كيف تؤدي أزمة من نوع خاص متمثلة في "أزمة الشرعية"، إلى "مسرحة فلسطين"؛ وهي عملٌ مقتطعٌ من مقالةٍ أطول في طور الإعداد.
2021-08-23
عندما يبدأ أي نظام في اجترار أساليب قمعٍ تقليدية، فأعلم أن هذا النظام قد فقد قدرته على الدهشةِ والإدهاش، لأنه يكون قد فقد كل الحواس، ولأنه بالأساس لا يمتلك حاسة أولى تتفرع منها كل الحواس الأخرى: الخيال والمقدرة على التخيل، يفتقرُ إلى أبسط ما يمتلكه الشعراء من بديهيات أمرهم،
كيف يمكن أن نفهم ما يحدث في تونس؟
2021-07-31
ليس من السهل توصيف ما يجري في تونس بأنه مجرد "انقلاب" أو مجرد "مسار تصحيحي"، دون أخذ السياقين العربي والدولي في الحسبان، والذي ما ينفك ينظر إلى تونس كفكرة يجب أن يتم إفشالها بكل السبل مستندين إلى فكرة استشراقية قديمة مبنية على أن العالم العربي لا يصلح له العلم كما لا تصلحُ له الفلسفة كما قال إرنست رينان مرة، ليتم إتباعها اليوم بمعايير "الليبرالية المتوحشة" التي تدفع باتجاه أن الديمقراطية هي أيضا فكرة لا تصلح للعالم العربي ولا تلائمه.
2021-06-29
منذ أن عملت منظمة التحرير الفلسطينية على تبني برنامجها المرحلي في السبعينات، والذي تسبب في تحولها من مشروع تحرري إلى مشروع ساعٍ إلى الاستقلال على حد تعبير إدوارد سعيد، حدث ارتجاج عميق في الذات الفلسطينية وفي تعريفها لنفسها،
الفلسطيني الذي يحملُ حقيبته على كتفه
2021-06-01
لخصت صورة التقطها مراسل صحيفة الحدث في قطاع غزة، خلال العدوان الأخير، السردية الفلسطينية المبنية مفصليا على اللجوء والتهجير. في الصورة الموجودةِ في الخلفية المظللة للمقال، يظهرُ شابٌ يحمل حقيبته ويسيرُ أمام الدمار راحلاً عن بيتهِ ومكانهِ إلى حيث لا نعلمُ تحديداً أين، ولكنه بكل تأكيد باقٍ في قطاع غزة المحاصر من الخارج من عدو يغلق كل إمكانات الحياة، ومن أشقاء عرب لا تحركهم مشاهد الدمار والقتل، ومن قادةٍ صامتين.