الأربعاء  02 نيسان 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كتبت رئيسة التحرير

فتح 56

فتح 56

النكبةُ التي حلت بفلسطين عام 1948، ألغت شعب فلسطين من الخارطة السياسية الدولية، وألغت وطنه من الجغرافيا، وطمست هويته ومؤسساته من المكان، وأطلقت عليه مسميات لا تعترفُ بكيانه كقطاع غزة والضفة الغربية، وألحِق الفلسطينيون بالأردن وضاع معظمهم في الشتات لا هوية لهم غير بطاقة التموين ورعاية "الأونروا" لإغاثتهم وتشغيلهم ليظلوا على قيد الحياة.

تطبيع طبيعي

تطبيع طبيعي

الأمر الطبيعي أن تبدأ كل الدول العربية واحدةً تلو الأخرى بالانهيار نحو مستنقع التطبيع، ذلك لأنه من الطبيعي أن تتلاقى المصالح ما بين الأنظمة الدكتاتورية ونظام إستعماري استيطاني إحلالي وريث الدول الاستعمارية في المنطقة، فالرحم التي أنجبت الأنظمة العربية الحالية وأنجبت "إسرائيل" ككيان سياسي يرادُ له أن يكون "أصيلاً" في المنطقة هي واحدة. وما دامت كل الأمور ليست بأصيلة، وليست خارجة أو منبثقة عن إرادات الشعوب، وإنما تُسقطُ على رأسها إسقاطاً، سيظلُ إنحدارُ الأنظمة العربية لا سقفَ له أيضاً.

عودة الابن الضال

عودة الابن الضال

عادت السلطة الفلسطينية إلى قواعدها سالمة غانمة أموال المقاصة، مثلما اغتنم الابن الضال من العجل المسمن الذي ذبحهُ أبوه له عند عودته من ضلاله، وهي قصة من الإنجيل، نتذكرها ونحنُ على أبواب الأعياد المسيحية، فكل عام وأنتم ونحن نريدُ أن نصبح بخير. وتحكي القصةُ أن رجلاً كان له ابنان فاقتسم أملاكه بينهما، الابن الأصغر قرر أن يترك البلاد إلى بلادٍ أخرى فلما أنفق كل شيء على الغانيات،

يا ليت ترامب فاز

يا ليت ترامب فاز

​بينما يظهر الموقف الرسمي الفلسطيني، متفائلاً ، والشعبي مبتهجاً، لفوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو أيضاً أن التصرف الرسمي الفلسطيني مكرور، على قاعدة Déjà vu، أي شاهدت هذا السيناريو من قبل. إذ بالإمكان توقع أن تنتظر القيادة الفلسطينية إلى ما بعد تنصيب بايدن في بداية العام، ومرور الأشهر الأولى لولايته لترى وتتفحص سياسته الخارجية وموقفه من القضية الفلسطينية، عاقدة إصبعي السبابة والوسطى في أن تعود المفاوضات السياسية إلى مجاريها التي فاضت وابتلعت كل ما تبقى من القضية الفلسطينية.

بعيداً عن إرادة العرب

بعيداً عن إرادة العرب حكاماً وشعوباً

إن الكارثة الكبرى على العرب لم تأت بعد، وما نخشاه نحن كفلسطينيين هو ..

شرعية التمثيل ردا

شرعية التمثيل ردا على التطبيع

يستطيع المراقب للخطاب الإعلامي الفلسطيني ما بعد توقيع اتفاقي التطبيع بين الإمارات والبحرين وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي، أن يلحظ التوجس لدى القيادة الفلسطينية، وتحديداً في الضفة الغربية، من مسألة سحب بساط التمثيل الوطني من تحت أقدامها، وذلك رغم التحفظ الكبير على فكرة "التمثيل" في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من انقسام والمحاولات التي غالباً ما تبوء بالفشل لتوحيدها. ففي عبارات تبدو أحياناً "مصطنعةً"، وأحياناً أخرى تُعبَّرُ عن "ريبة"، تُعبِّرُ مصطلحات القيادة الفلسطينية الإعلامية، في أحيان ثالثة

تفاهة الحياة السياسية

تفاهة الحياة السياسية

حدث ما حدث وسيحدثُ الكثير، ليس لأن الموقفَ العربي موقفٌ متخاذل ومتهاون؛ هذا جزء من الحكاية ومن القصة التي تعودُ جذورها إلى نشوء الدول العربية وتعدد أوطان العرب وتخندقهم داخل حدود الدولة المصطنعة بعد أن قسم الاستعمارُ المنطقة، وجعل مصير قادتها الجدد مرتبطًا بمصلحة الدولةِ التي كانت حاميةً أو منتدبةً- أي مستعمرةً- وكسر الامتداد الطبيعي لهويةِ شعوب يجمعها من الإرث الكثير ولا يُفرقها إلاَّ إيهامها برغبةٍ مصطنعةٍ من قادتها الجدد، بالتفرق. ولا يُمكن أن نعزو الهرولةَ العربية للتطبيع العلني ولتوقيع اتفا

لماذا فعلت الإمارات

لماذا فعلت الإمارات ذلك؟

احتفلت الإمارات يوم السبت الماضي بتدشين أول كنيس وإقامة أول صلاة سبت فيه، كأنها تحتفل مقدماً باتفاق السلام الذي تفاخر نتنياهو في مؤتمره الصحفي بأنه اتفاق السلام الثالث مع دولة عربية، قاصداً بذلك مصر والأردن والإمارات، ومتجاهلاً تماماً اتفاقاته مع الفلسطينيين. وهو تجاهلٌ يأتي في سياق فكر نتنياهو اليميني الصهيوني المتطرف، المعبر عنه في مقارنة الإمارات بصحراء تحولت إلى مكان مزدهر مليء بناطحات السحاب تماماً مثل إسرائيل التي تأسست في أرض صحراء.

قانون حماية الأسرة

قانون حماية الأسرة (2): المرأة وخطاب الفوضى والاستثناء

​تورد عالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي وجهة نظرها في مفهوم الخلاص عند عميد الأدب العربي طه حسين بالقول

"لا أقدر أن أستمر سوف أستمر"

في مسرحية "نهاية اللعبة" لصموئيل بيكت، تدور الأحداث في مكان مغلق، له شباكانِ عاليانِ، لكن لا أحد يستطيع الوصول إليهما لفتح الستائر دون سلم سوى "الخادم كلوف"، الذي هو الوحيدُ أيضاً غير المقعد بين الشخصيات الثلاثة الأخرى في المسرحية، والذي يعرف عندما يُسألُ عن الساعةِ فيجيب إنها "كالعادة الساعةُ صفر"؛ الصفر الكوني، الذي ما إن تتجمد عنده الأشياء، الأوقات، السنوات، الأفكار، السياسة، حتى نظن أن "ساعة الصفر قد حانت" وأن علينا أن نبدأ وأن ننطلق من جديد، هي حافزُ الاستمرار وهي تجسيدُ الموت في دائرة اللا

قانون حماية الأسرة:

قانون حماية الأسرة: (1) رجلٌ عارٍ أم امرأة عارية

العريُّ ليس بالضرورة، أن يُحيلَ هنا إلى العُري الجسدي فقط، وإن كان هو أول ما يتبادرُ إلى الذهن، بفعل الغريزة، أقوى المحركات النفسية الوجودية في الإنسان. العُريُّ صفةُ "انتهاء"، أي صفةُ وصولٍ إلى البغية أو الغاية، لأنها تقتضي أولاً التجريد؛ التجريد النفسي- الداخلي ثم التجريد المادي- الخارجي. والتجريدُ النفسي يقوم على التهيأة النفسية بشقيها السالبِ والموجبِ، فكلمة (أحبك) مثلاً، تكونُ تجريداً نفسياً سالباً وفي ذات الوقتِ موجباً، لأنه مبنيُّ بالأساسِ على مقصد القائل وغايته. وفي كلتا الحالتين تحصلُ ع

المنسق ومشروع الأناناس

المنسق ومشروع الأناناس

خلال الأيام القليلة الماضية نشطت حملة توعية عبر الفيسبوك تحت وسم "#يا_عندي_يا_عند_المنسق" والهادفة إلى إلغاء الإعجاب“like” بصفحة "المنسق"، والتي وصلت إلى ما يقارب نحو 600,000 إعجاب منذ إنشائها باللغة العربية بتاريخ 28-3-2016. وكي نتمكن من وضع الأمور في نصابها، لا بُدَّ بدايةً من التأكيد على أن عالم الأرقام هو العالمُ المسيطرُ، والذي في ذات الوقت لا يعني شيئا،