جرائم القتل تقع في المجتمعات، ولكنها تتفاوت في أعدادها من مجتمع لآخر، وتختلف ظروفها وأسبابها وفقا للثقافة والأعراف والقوانين، وفلسطين لا تختلف عن المجتمعات الأخرى وترتكب فيها وتتفاوت في أعدادها من عام لآخر.
لم يعد يخفى على أحد أن مجتمعنا الفلسطيني يراوح مكانهُ في منظومة المفاهيم الاجتماعية والسلوكية والأخلاقية منذ إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية حتى يومنا هذا.
لم تشهد البشرية منذ نشأتها، حربا دموية، ودمارا شاملا ومجازر وقبورا جماعية وضحايا بالملايين، كما شهدته هذه الحرب المجنونة قبل 70 عاما. كانت نسبة الخسائر المدنية في تلك الحرب أعلى من مثيلاتها في الحربين العالميتين، الأولى والثانية. ومع أن أرقام الضحايا المعلنة من الأطراف المتقاتلة تضاربت فيما بينها؛ إلا أن أقلها كان يحمل رقم 3 ملايين قتيل. فقد قتل نصف مليون جندي صيني، ويقال مليون أو أكثر. وقتل 600000 جندي شمالي، وقيل مليون ونصف المليون!، وقتل 400000 جندي جنوبي، ويقال مليون قتيل!، كما قتل في هذه ال
كنت في صغري، أعتقد، كما كان يعتقد كل الصغار، بأن الأباطرة والملوك والرؤساء، لا يشربون ولا يأكلون ولا ينامون ولا يضحكون ولايمشون ولا يركضون "مثلنا" نحن العامة البسطاء. وقد يكون سبب ذلك، أننا تربينا وعشنا جيلا أو أجيالا، كان الحاكم فيها قد تربع على العرش قبل أن نولد بسنوات، وغادر دنيانا بعد أن غادرتها غالبية جيلنا وباقي الأجيال. ومع مرور السنين والسنوات، كبرنا وكبرت معنا الأفكار، وأصبحنا نفهم بأن الحكام، الملوك منهم والرؤساء، هم بشر مثلنا تماما، فهم يأكلون ويشربون ويضحكون ويقهقهون، يصلون ويحجون، و
في شهر تموز من العام 1943، قام الحلفاء بإنزال جيوشهم في جزيرة صقلية، واعتبر الشعب الإيطالي أن موسوليني خدعهم، وأنه هو السبب الذي أدى إلى هزائمهم وخسائرهم العسكرية واحتلال أراضي بلادهم. وبين ليلة وضحاها، صار الدوتشي، عدو الشعب رقم 1، واجتمعت قيادة الحزب الفاشي يوم 24 تموز، وأوصت بعزل موسوليني عن قيادة الحزب ورئاسة الوزراء، وتسليم قيادة الجيش إلى الملك "إيمانويل الثالث". وفي اليوم التالي، ذهب موسوليني للقاء الملك الذي أصدر أوامره بحل الحزب الفاشي واعتقال الدوتشي ووضعه تحت الإقامة الجبرية في مكان س