رحم الله العقيد معمر القذافي، الذي افتقدناه في القمة العربية الأخيرة، ولولا أن الله شاء وقدّر، لكان بوسع الراحل أن يكسر الرتابة التي شابت أعمال القمة، وأن يبدد النعاس الذي غالب بعض القادة. بعد الخراب الذي ألحقه الراحل ببلده، والأذى الذي تسبب به لقضايا العرب والمسلمين وفي مقدمتها قضيتنا الفلسطينية، وتصريحاته الغريبة وأعماله الأغرب، لم يترك الرجل محاسن تستحق الذكر بعد موته، إلا بعض الطرائف والنوادر التي رافقت حكمه، وعلى قاعدة "خذوا الحكمة من أفواه المجانين" يبدو أن صرخته الخالدة "من أنتم" التي أطل
بسبب المجاملات الكاذبة بين السياسيين، وأيضاً بسبب المحاولات المختلفة من أجل الحفاظ على صورة النظام السياسي الفلسطيني المهترئ أمام المجتمع الدولي لا نشاهد الحقائق المختلفة التي تتشكل بأدوات مختلفة، مما يجعلنا نغوص بالتفاصيل تاركين الصورة الأكبر وهو ضياع
يبدو أن معركة كسر العظم بين الرئيس محمود عباس وسلطته في رام الله وحركة حماس انطلقت فعلياً وبصورة حقيقية بقيام حكومة الدكتور رامي الحمدلله في رام الله بخصم 30 بالمائة من رواتب الموظفين العسكريين والمدنيين التابعين لها في قطاع غزة والبالغ عددهم أكثر من 40ألف موظف. وهو ما اعتبره المحللون الخطوة القاصمة نحو إحالة جميع موظفي غزة إلى التقاعد القسري. ويبدو أن هذه المعركة التي كانت تمشي ببطء وعلى استحياء منذ حالة الانقسام التي شهدتها الأراضي الفلسطينية وأدت إلى سيطرة حماس على قطاع غزة بدأت تفصح عن وجهها
الانطباع الاولي عن قمة البحر الميت، انها نجحت وفق المقاييس التقليدية للنجاح والفشل، فقد حضرها أكبر عدد من الملوك والرؤساء، وتمت في غرفها الجانبية مصالحات وتفاهمات، ولم يغادر زعيم مكان القمة الا وحصل على مبتغاه منها، من أراد مالا أخذ، ومن أراد فقرة سياسية كتبها بيده وأقرت، ومن أراد مصالحة مع من كان على خصومة معه فقد تم له ما أراد.
الحدث: نعم هي بطولة لم تزل بحاجة إلى المزيد من المحاكاة، لتكتمل الدائرة، دائرة الموت المشتهى، في مجابهة مجاز الحياة بكل كذبها وزيفها... هي بطولة الإنسان العبثي، الخائف، القلق، المتردد إلا من إيمانه بالانتصار.
الحدث: من اللافت أن مواقف قادة أجهزة أمن وجيش الاحتلال تبدو أقل تطرفا من مواقف الساسة الإسرائيليين من الوزراء وقادة الأحزاب وأعضاء الكنيست. ظهر ذلك جليا في عديد محطات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كسلسلة الحروب العدوانية على قطاع غزة
الحدث: قبل أسبوع، سجّل الفلسطينيون سابقةً في درب مفهوم المواطنة، لكنها مرت على استحياء بين دروب الإحباط والتشكيك والوجع الذي يزرع نفسه في قلوبنا دونما استئذان على كل منعطف يقف فيه جندي احتلال يمارس ساديته على لحمنا ودمنا وأمام كاميرات العالم التي لا ترى من أعماله سوى ما يدعيه هو من بطولات.
الحدث: تكتسب المجهودات الدبلوماسية الأمريكية للسلام في المنطقة زخماً، ويتأثر بذلك الإقليم كلَّما دعت الحاجة الأمريكية إلى ذلك في سبيل بناءِ تحالفاتٍ أو إمضاءِ سياساتٍ أو مواجهة تحدياتْ.