الرأي العام الفتحاوي داخل المؤتمر وخارجه، أفرغ ما في داخله من انفعالات، وأطلق ما في خياله من أمنيات، لرؤية حركة نشطة متجددة خارجة عن القوالب القديمة، والنمطيات المستهلكة.
في ثقافتنا، نتقبل المبالغة في الفرح والحزن ونستقبلها بعفوية في الأجواء السياسية والمناسبات الفصائلية. وللمبالغة نتيجتان متناقضتان. في الفرح، تنتج المبالغة في البداية حالة عامة من الفرح العارم الذي يقرب إلى الهيستيريا، وبعد انتهاء الحدث، تكون نتيجة المبالغة والمغالاة هي الإحباط والهبوط الساحق والسريع إلى الواقع الذي حلقت بعيداً عنه أجواء المبالغة في الفرح والنشوة. هذان القطبان المتناقضان من المشاعر لا يمكن أن يخلقا جواً صحياً يسمح بالتقييم الموضوعي لحدث ما، أو التقدير المستحق له، وهو عادة ما يكون
ثمة مشروع إقليمي كبير وقوي، يدبّ بحمولته الدّاهمة، ويستبيح كل شيء، ويسعى، ضمن ما يسعى إليه، إلى تفريغ حركة فتح من محتواها الوطني والحضاري والإنساني، لتصبح أداةً طيّعة، تساهم في ترتيب المشهد القادم، الذي سنكون على هامشه، ولا حضور لنا فيه. علاوة على أن كل الضغوطات التاريخية، والممّرات الإجبارية التي وجدت فتح نفسها مضطرة للدخول فيها، وكذلك هوامش الخطأ والسلبية التي تنامت على ضفاف الحركة كلّها عملت على محاصرة فتح، وصدّها، والعمل على تخلّيها عن أهدافها، ووصولها إلى حالة من الذبول والوَهَن، وجعلها است
المعرفةُ تمنَحُ القُوَّة، ومزيداً من القوَّةِ يَتَطَلـَبُ مزيداً من المعرِفة. وهكذا تفرِضُ هذه المعادلة جوهر العلاقة الجدليَّة السَّببيَّة التَّبادليَّة التكامليَّة بين المعرفة والقوَّة. والمعرفة باختصار، هي جمع المعلومات وتصنيفها وتنظيمها؛ وتصبُّ في خانة زيادة القوَّة إذا أُحْسِنَ استخدامها على نحوً ما من الكفاءَةِ والفاعِلِيَّة الإداريَّة، بما في ذلك من تنظيم وتنسيق وتوجيه وتوظيف للمعلومات في خدمة التَّخطيط وصياغة البرامج.
من العلامات البارزة في خطاب الرئيس محمود عباس في جلسات المؤتمر السابع لحركة فتح الحديث عن ضرورة إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني، وقد سبق ذلك تأكيد مجموعة من المتحدثين في الجلسة الأولى على ضرورات إنهاء الانقسام، وعلى أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية بمن فيهم كلمة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس ".
أنا وغيري الكثيرون من غير الفتحاويين، ومن أبناء الشعب الفلسطيني، نشعر بالقلق من انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح؛ لكونه يأتي في مرحلة هي الأصعب في تاريخ هذه الحركة العملاقة، وإن الشواهد تشير إلى حالة من الانقسام والاستقطاب غير المسبوق، كما أن المؤتمر سيؤدي إلى غياب قادة تاريخيين عن المشهد، حتى من أولئك المسؤولين عن اتفاق أوسلو، الذي أثر في الشعب الفلسطيني، ووحدته، كما أثر على حركة فتح ووحدتها.
في كثير من الأحيان ، عندما يُسأل أحد الأدباء أو العلماء أو المفكرين عن بعض النصوص التي كتبها فإنه يجيبك بحسرة وألم أنه فقدها لهذا السبب أو ذاك ، وقد يشير إلى أن النصّ منشور في هذه الصحيفة أو تلك المجلة ، وهو الأمر الذي يحدث معي أحياناً ، ولهذا خطر ببالي أن أكتب هذه الإشارة ، وفي هذه الحالة ـ في العادة ـ لا يكون أمام الباحث عن هذا النصّ سوى أحد أمرين : إما أن يتجشّم عناء الذهاب إلى مقرّ الجريدة أو المجلة نفسها ليبحث في أرشيفها عن ضالته ، أو أن يذهب إلى إحدى الجامعات أو المؤسسات المعنية بالدراسات
افتخرت دوماً باني دائم التفائل بغلبه العقل والمنطق، ولكن ما اشاهده واسمعه يومياً من إخبار عالمنا العربي والإسلامي محبط للغايه، وفي هذا السياق فأن وصف الكاتب جميل مطر في الشروق المصريه الحال العام لامتنا دقيق، إذ كتب: "حقيقة الأمر هي أن البعض منا وربما صار أغلبية في قومه، وبينه حكام ومحكومون، لم يعد يستـــخدم العقل" وأضاف "هم لم يقــــرأوا أو يطلعوا أو يــشاهدوا الواقعة ولكنهم جاهزون فورا للتعليق والحكم عليها".