في بدايات عهده أحببناه، أعجبنا بشبابه وحيويته وحتى أناقة ملبسه، واستعدنا من خلاله تلك العلاقة التاريخية بين الشعب التركي الشقيق وشعوبنا العربية، وكدنا نتوجه ملكا على قلوبنا حين نقل تركيا من خانة الحلفاء الاستراتيجيين لاسرائيل الى خانة وسط أمّلنا ان تستغل فيها تركيا علاقاتها باسرائيل لمصلحة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها المدينة المقدسة التي سمّاها الاتراك بالقدس الشريف.
احتفل العالم بيوم اللغة العربية قبل أيام وأنتجت المنظمة الأممية التي تعنى بشؤون الثقافة والتعليم (اليونسكو) ملصقاً يحوي مفردات كلمة الحب باللغة العربية على شكل قلب. الملصق جميل والاحتفاء مهم بهذه اللغة الغنية والجميلة لكن ما كان ملفتاً للانتباه هو التغني بتعقيد اللغة
في حال اتفاقنا أن المكان وبيئته يشكلا عنصراً حيوياً من عناصر الإنتاج، سواء تعلق الأمر بالثقافة أو الاقتصاد أو السياسية، فحتماً سنتفق أن ما يدور من اشتباك في الساحة الثقافية، إنما هو نتاج طبيعي لما يشهده الوطن بكل دوائره الفاعلة والنائمة والمزاودة.
تقول القاعدة إن لكل فعل رد فعل.. والاحتلال هو أبشع أنواع الاعتداء على حقوق الآخر وحياته وتراثه وتاريخه.. من هنا فإن أنماط رد الفعل ضد الاحتلال إنما هي أنماط موضوعية.. ولذلك بدأت ردود الفعل الفلسطينية ضد الاحتلال مع بدايات الاحتلال. وكانت تتجدد بأشكال متنوعة بحسب الظروف الذاتية والإقليمية والعالمية المحيطة.
ونحن في الأيام الأخيرة للعام 2015 وعلى أبواب عام جديد، ومن خلال نظرة على أحوال المنطقة العربية بشكل عام، وعلى الحال الفلسطيني بشكل خاص، فإنني أغامر بالقول أن الحرب قادمة، وأن عناصر تشكلها تتجمع في لوحة واضحة في حجم آلامها وربما أملها!
طَبَعتْ الصِّراعاتُ والتَّوتراتُ في منطقة الشرق الأوسط على امتداد الكثير من العقود الماضية وَعْيَ النَّاس في هذه المنطقة بل وشكَّلت سيكولوجيَّة واتِّجاه تفكيرهم على نحوٍ يُنْذِرُ بتوقُّعاتٍ دراماتيكيَّة دائماً
ليس هناك من شيء مطروح من قبل حكام اسرائيل، يستجيب للمطالب الفلسطينية العادلة.. فالمطروح من الناحية الفعلية إسرائيليا هو العمل على طرد الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية أي سياسة الترانسفير وإقامة الدولة اليهودية الخالصة، وهذا الأمر أصبح غير قابل للتنفيذ بسبب معطيات فلسطينية وإقليمية ودولية حتى الآن. ومع ذلك فإنه يتوجب الحذر من ظهور ظروف إقليمية مؤاتية لإسرائيل في حال تصعيد الممارسات الداعشية وما شابهها في الإقليم.
شتان بين المتراقص على صفيح ساخن والجالس على كومة ثلج، ومن يعتقد مجازاً أن قشعريرة الأجسام المرتجفة وسط برد قارص تتشابه وقروح الحروق المدمرة لأنسجة الجلد التحتية، فبالتأكيد ان الهذيان سيد هذا الاعتقاد.