حادثة دهس سائق شاحنة إسرائيلي، لمجموعة من العمال الفلسطينيين من قطاع غزة على معبر "إيرز"، كانت الصاعق الذي فجر الانتفاضة الأولى، يوم 8 ديسمبر/كانون أول 1987، وصدر البيان الأول بعد الحادثة بشهر، في 8 يناير/كانون ثاني 1988، وحمل توقيع "القوى الوطنية الفلسطينية"، ليتغير هذا التوقيع لاحقا إلى "القيادة الوطنية الموحدة" على 97 بيانا كانت تصدر شهريا..
لا شك أن عودة مشهد الصراع لظاهرة المقاومة المسلحة، إنما يعكس بصورة عميقة مدى فشل مشروع التسوية الذي راهنت عليه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وألقت في رهانها هذا كل تاريخ وإنجازات الثورة الفلسطينية، بما في ذلك إنجازات انتفاضة الشعب الفلسطيني الكبرى عام 1987.
لا بد أننا في حاجة ماسة إلى التذكير بأبسط الأمور في هذا الزمن الغريب الذي يسوغ فيه بعض الشيوعيين أفراداً وأحزاباً على السواء التعاون مع الولايات المتحدة ومخابراتها، والمركز الإمبريالي العالمي كله، متذرعين بمقاتلة الدكتاتورية تارة، والفكر الديني المتخلف تارة أخرى.
كشفت نتائج محادثات الجزائر، مرة أخرى، ورغم الأوضاع المتفجرة في الميدان، استمرار رهان قوى الانقسام على العامل الخارجي على حساب الحاجة لتصليب الوضع الداخلي، ومتطلبات تحصينه من الخراب الذي ينخره. فما رشح عن أسباب إسقاط البند الأهم وهو الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، يكاد يكون "فضيحة وطنية"، تظهر مدى الإصرار على المضي في إدارة الظهر لقضايا الناس الضاغطة، وعدم الاكتراث بمدى حاجتهم لبصيص أمل إزاء إمكانية انفراجها، بعيداً على الهيمنة الفئوية والمصالح الشخصية.
التّعاطف مع المقاومين المطاردين ليس جديدا على شعبنا كما فعل أبناء مخيم شعفاط عندما قصّوا شعورهم كلّيّا؛ لتضليل المحتلين الذين يطاردون مقاوما حليق الشّعر، ففي ثورة العام 1936، كان الجهاد المقدّس الذي قاده الشهيد عبدالقادر الحسيني، يتمركز في الرّيف مع جنوده الرّيفيّين، حيث يعتمر الرّيفيّون الفلسطينيّون الكوفيّة والعقال، بينما يعتمر رجال المدينة الطّربوش الذي أدخله ابراهيم باشا إلى فلسطين من مصر. وصارت قوّات الاحتلال البريطاني تفتّش وتعتقل أبناء الرّيف عندما يرتادون المدن، وتعرفهم من الكوفية والعقا
فوجئتُ بصورته التي وضعها أحد أقاربه أو معارفه أو جيرانه على شاشة الفيسبوك، ناعيًا معزّيًا بوفاته، اعتقدتُ للوهلة الأولى أنه ليس هو، فربما تكون الصورة شبيهةً بصورته التي رأيته عليها قبل ما يزيد عن عشر سنوات تقريبًا، حين كنتُ أراه يوميًّا ب
اتفاق المصالحة الفلسطيني المبرم في الجزائر، في اواسط تشرين اول/ أكتوبر 2022 ، هو السابع منذ العام 2007 الى اليوم، التي أبرمت في مكه والقاهرة والدوحه، ناهيك عن أكثر من سبع لقاءات ومحادثات واعلانات، في عدد من العواصم العربيه بشأنها، على مدى نحو 15 عاما، لكن دون أن ترى هذه المصالحه النورأبدا!!
لغتنا العربيّة لغة اشتقاق واسعة، وهي من أجمل لغات العالم، وإذا كانت اللغة تسود بقوّة الدّول التي تتكلّمها، فإنّ لغتنا العربيّة رغم هوان وضعف الدّول العربيّة في عصرنا هذا تبقى قويّة رغما عن كاريها وكارهي النّاطقين بها، والسبّب أنّها لغة كتاب الله"القرآن الكريم"، وبسببه حافظت على قديمها وعلى جديدها، ولهذا فإنّها من أوسع اللغات في مفرداتها ومعانيها، ولا ذنب لها إذا لم يتقنها كثيرون من أبنائها المهزومين ذاتيّا، والمنسلخين عن انتمائهم القوميّ.
في زمنٍ قريبٍ مضى، قد يكون قبل بضعة عقود، كان للمثقّـفين العرب اتّصال وثيق - بل شديدُ الوَثاقة - بالشّـأن العـامّ. حينها، كان حمَلـةُ الأقلام من الكتّاب الأدباء والباحثين قد دخلوا، على الحقيقة، في زمرة المثـقّـفين؛ أي في عداد تلك الفئة من الكتّاب التي لا تحترف الكتابة فحسب، بل التي تبدي أنواعاً من الالتزام بالقضايا العامّـة الجامعة، فتَـنْهَـمّ بها فكراً أو تنخرط في شؤونها واقعاً.
لعلها كلماتٍ ذاتُ تركيبةٍ فجعية لكنها حقيقةٌ واقعة من منظوري على الأقل هنا في حال القضية الفلسطينية بمُلماتها وعثراتها وكبواتها وبالأخص داخل سجون الكيان الصهيوني.