تهب الرياح الغربية الرطبة، فتتطاير ستارة النافذة ويدخل ضوء أعمدة الشارع للغرفة المعتمة، فتضيء تارة وتعود لعتمتها تارة أخرى، يمد خالد يده في أحد ثقوب طوبة كان قد وضعها ليسند بها سريره مكان رجل مكسورة. يخرج كيساً من النايلون فيه بضع سجائر عربية رخيصة الثمن، يشعل واحدة ثم يتناول بيده علبة حمص جافة ليستخدمها كمنفضة بعد ان كانت عشاءه وعشاء رفيقه رائد، يدخن ساهماً ويراقب بصمت بقع الضوء التي تتراقص على الحائط.