تسارعٌ نحو السقوط، وسقوطٌ في حفرةِ الهلاك، ورغوةُ الكلامِ لم تنشف عن لسان الشاعر المتشعبطِ على مشنقةِ العزلة. والسروةُ العربية التي كانت خيمةَ المتعبين، يستظلون بظلها، ويريحون تحتها أقدامهم المنهكة من وعورة الطريق، تفسَّخت بفعلِ ريحٍ صرصرٍ عاتية، وصارت أغصانها الطرية واليابسةُ صهواتٍ لخيولٍ أو حميرٍ أو بغالٍ خياليةٍ يركبُها الصبيةُ وهم يعدُّون العدة لحربٍ قبليةٍ، أو سباقٍ افتراضيٍّ يعيدون من خلاله للكبار صورةً عن مضارب بني عبس، وربما تحضرُ عبلةُ بعض اللقاءات التبارزية، فتبرزُ كاشفةً عن ثغرٍ لا