الحدث: عجوزان بلغا من العمر عتيا يجلسان على كرسيين متحركين في وسط ساحة رابين في تل أبيب ويحملان يافطة كتب عليها بالعربية والعبرية الحقيقة المجردة: "ولدت قبل ميلاد دولتكم". من حولهما، تجمّع الآلاف من الفلسطينيين من أجيال أبنائهم وأحفادهم وأولاد أحفادهم يحملون العلم الفلسطيني
أيام قليلة تفصلنا عن الاجتماع الأول للمجلس المركزي الفلسطيني وفق تركيبته الجديدة، وكالعادة يوزع على الأعضاء جدول أعمال الدورة، وفيه بنود تحتاج إلى أشهر وسنوات لاستيفاء معالجتها والتوصل إلى حلول لمعضلاتها.
شهدت غزة تصعيدا خطيرا في الأيام الأخيرة حمل رسائل قوية، وأعاد للذاكرة شبح حرب 2014 وهولها، وأيضا أعاد للذاكرة همجية "العدو" بارتكابه جرائم أقل ما يقال فيها إنها جرائم ضد الإنسانية.
الحدث: أكانت عوامل كالقوميّة واللغة، عوامل مساعدة لمجابهة الاحتلال فعلًا، أما أنّنا شوهنا ما يجمعنا لنُدخل اللّغة في أنانيتنا الفرديّة والحزبية، والعشائرية والطائفية إلى ما هنالك من عبث مقيم؟
الحدث: في الحَقيقة لَم أكَن أمس في ميدان "رابين" في فلسطين المحتلّة حتّى أستطيع تقييم ما جَرى أو التّعليق عليه، كنتُ أشاهِد فلم السّفارة في العَمارة للمرّة العاشِرة بدون تواطؤ مسبَق مع الحَدث. نائِمٌ على أريكة واسِعة، وأفكّر في كَم التّناقض الذي يملؤنا حتّى النّخاع
الحدث: هل تذكرون التطوع الطبي الفلسطيني لعلاج الضحايا في ليبيا أيام حرب التحرير الأمريكية التي استهدفت ذلك البلد بغرض تخليصه من الطاغية القذافي، وجلب الديمقراطية على الطريقة الأمريكية إليه؟ كلنا يعرف ما حل بليبيا منذ ذلك الحدث السعيد، ولكنني شخصياً، لم أعلم حتى اللحظة على وجه اليقين ما الذي ذهب من أجله الأطباء الفلسطينيون في تلك الغزوة الإنسانية.
الحدث: منذ عرفت الثورة الفلسطينية الجيش والتجييش وسعيها للتحول إلى جيش كلاسيكي منذ تجربة الأردن وتجربة لبنان وأخيرا تجربة غزة وهي لا تعرف مع هذه المحاولات سوى التراجع تلو التراجع فتجربة العودة من الأغوار والعمل السري الثوري الحقيقي في محاجر قباطية وأحراش يعبد وجبال الخليل
الحدث: ربَّما قد ولَّى الزَّمن الذي كانت تتقاتل فيه الجيوش في حروبِ الخنادق المباشرة – كما كان الأمر في الحربين العالميتين الأولى والثَّانية، وفي الحروب البينيَّة التي تلت ذلك في كوريا وفيتنام أو بين العراق وإيران مطلع الثَّمانينيَّات من القرن الماضي، أو حرب السويس، على سبيل المثال، أو حروب حزيران وأكتوبر بين الجيوش العربيَّة والجيش الإسرائيلي.
الحدث: ولما عادت الحرب وأطلقت أبواقها من جانب واحد وتوالت التصريحات من دهاقنة الحل والربط، تداعت مجموعة من بني عبس للقاءات وورشات عمل وعصف ذهني في سبيل إيجاد حلٍ يرضي الطرفين مع أن الطرف الآخر لم يضعنا بحسبانه من قريب أو بعيد!