الحدث: أذكرُني طفلاً حينَ وقفتُ مأخوذاً على درجات باب العمود للمرة الأولى.
كان أستاذ اللغة العربيّة يزمُّ شفتيه، وهو يؤكد لنا - في تلك الرحلة المدرسية - أن باب العمود حمل هذا الاسم نسبةً لعمود من الرخام الأسود علّقت عليه لوحات تدلل على المسافات التي تفصل المدن عن القدس،
مما لا شك فيه ان الضمان الاجتماعي بمفهومه الأشمل يشكل حاجة ماسة ترتقي الى مستوى الحلم لدى كل فلسطيني يعاني من شدة وطأة الضبابية وغياب اليقين بما يخفيه المستقبل سواء على مستوى العجز الطبيعي أو المرضي المحتمل للقادرين على العطاء في الوقت الراهن، ناهيك عن كونه متطلبا بموجب المواثيق والعهود الدولية وشرطاً لتبوء فلسطين مكانتها كدولة كاملة العضوية في المجتمع الدولي.
الحدق: لم أكن فتحاوياً ذات يوم، بالعكس، ففي فترة الصبا كنا على خلاف شديد مع حركة فتح وطريقتها في معالجة الأمور، لكن أياً منا، لا نحن الذين لا نؤيد فتح، ولا أولئك الذين يؤيدونها بشدة، قد وصل به الأمر إلى تخوين الطرف الآخر واتهامه بما ليس فيه، ببساطة كانت معاركنا مشرّفة.
بالبنط العريض وباللغة الفصحى يقف الأردنيون والفلسطينيون الآن أمام إحتمالات وقوع كارثة حقيقية وأخلاقية. فعزف موسيقى التسويه للقضية الفلسطينية على أوتار أردنية قد يؤدي بالنتيجة إلى أن يرقص على أنغامها العديدون شاؤوا ذلك أم أبوا. وعملية تركيع الفلسطينيين في فلسطين والأردنيين في الأردن تسير الآن على قدم وساق لصالح القبول بما هو قادم من مخططات أهمها إغلاق ملف القضية الفلسطينية.
قبل أسبوعين تقريباً، أنقذ ابني ياسر قطة حديثة الولادة من شوك كانت قد علقت فيه ولم تستطع أمها إخراجها منه. وترك ياسر القطة مكانها حتى يتسنى للقطة الأم التي هربت خوفا منه أن تعود لصغيرتها وترعاها