تحدث الدكتور ناصر القدوة في مؤتمر صحفي من غزة عقب قرار تأجيل الانتخابات الذي أصدرته لجنة الانتخابات المركزية، لاحقاً لقرار الرئيس بذلك. مؤكداً في حديثه أن مرحلة ما قبل الانتخابات قد ولّعت بغير رجعة، مشيراً بالدرجة الرئيسية إلى الانقسام السياسي بين فتح وحماس، ورفعَ سقفَ التوقعات إلى ضرورة وجود حوار وطني جامع للفصائل والقوائم يتجاوز التعديلات الشكلية أو السطحية حسب ما أسماها.
عصفت الأوبئة في مختلف الحقب التاريخية بالعديد من المناطق حول العالم ابتداء من وباء حرب البيلوبونيسية بين حلفاء أثينا وحلفاء إسبرطة سنة ٤٣١ قبل الميلاد وصولا إلى الكوليرا التي أصابت مصر سنة ١٩٤٧. وقد تباينت وجهات النظر حول الوباء كَبابٍ باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب.
أيام معدودة تفصلنا عن الأول من أيار، موعد بدء الحملات الانتخابية وفق رزنامة لجنة الانتخابات المركزية، والذي يتوافق مع احتفالات الطبقة العاملة في كل العالم بما فيها فلسطين، وقد كان من المفترض أن يكون هذا اليوم بمثابة ربيع فلسطين واستعادة ديمقراطيتها المتعثرة في سياق معركة تقرير المصير الممتدة منذ نشأة منظمة التحرير وحتى يومنا هذا. هذا الربيع يُخشى عليه أن يكون صيفاً قاسياً أو خريفاً جافاً لا يؤتي بأمطار شتاء جراء غيومه الملبدة كحمل كاذب.
مع أن القدس هي عنوان كفاحنا الوطني من أجل الحرية والاستقلال، إلا أنها في الآونة الأخيرة صارت عنوانا للانتخابات من منطلق "إن سمحت إسرائيل فستجري الانتخابات في كل الوطن، وإن لم تسمح تعطل في كل الوطن".
فجأة ودون سابق إنذار، وبينما كانت حكومة الاستيطان تتوهم استسلام حي الشيخ جراح الذي كان يبدو وكأنه وحيداً في مواجهة سلب البيوت واقتلاع أهلها، باستثناء حفنة من مواطني المدينة كانوا يحتجون بلا حيلة على استمرار تهويد المدينة ومحاولة دولة الاستيطان تغيير طابعها الديمغرافي.
كلُّنا أو أغلبُنا شاهد ما يجري في القدس من محاولاتٍ صهيونية بائسة لطمس الهوية العربية الفلسطينية، ولكنَّ محاولاتهم هذه المرَّة جاءت من نوعٍ آخر، فشباب القدس لا يمكن لأحد أن يستفزَّهم متى شاء، وكيفما يشاء، ففي حين فكرت العقلية القمعية ال
حكومات الإحتلال المتعاقبة وأجهزتها الأمنية تعاملت مع المقدسيين على قاعدة المقدسي الذي لا يخضع بالقوة يخضع بالمزيد منها،ولم تكتف بحرمانهم من حقوقهم السياسية الوطنية والإقتصادية الإجتماعية، بل عمدت الى ممارسة سياسة طرد وتهجير وتطهير عرقي بحقهم وممارسات عنصرية فاضحة،وباتت "تتغول" و"تتوحش" عليهم في كل صغيرة وكبيرة،وتعطي الضوء الأخضر لعصاباتها من سوائب المستوطنين والجماعات التلمودية والتوراتية،لكي تمارس القمع والتنكيل والإرهاب والتخويف والإعتداء على ممتلكات المقدسيين ومركباتهم والمس بمشاعرهم الدينية
حين خصَّها الله من غير بقاع الأرض بالمعراج المقدس وفُتحت فوقها أبواب السماء لترعاها عيون الملائكة، كان لأهلها شرف الرباط على هذه الأرض وحمل الأمانة الربانية في حماية القدس ومقدساتها..
إذا اخترنا البدء بالفكر الأكثر انتشاراً من الناحية الجماهيرية، ألا وهو الفكر الديني، أمكن لنا القول إن المواقف الأصولية للإسلام السياسي كما عبر عنها أبوالأعلى المودودي ثم صاغها في البيئة العربية سيد قطب لا تميل للاتفاق مع فكرة علي عبد الرازق في "الإسلام ونظام الحكم" التي تعد الإسلام دينا لا سياسة،