لم يعد العاقل يحتمل كل تلك الاستطالات على الأرواح، والتجاهل الغبي لكلِّ القيم الإنسانية، فالروح التي كرّمها الله وصانها، صارت مبتذلةً رخيصةً، والأيدي القاتلة صارت مباركة، والألسن التي كانت تدعو للخير والصلاح، أصبحت أبواقًا ناعقةً بالخراب، فراحت تبرر للقاتل فعلته، وتمسح دم الجريمة من على كفّيه المباركتين، وتبرهن للرأي العام، بأن الضرب لا يعني شيئًا، والموت موعد محتوم، ولا مناص منه، فالأب كفيلٌ بتربية ابنته، وإن لم يربِّها والدها، فمن سيقوم بذلك؟