الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

#رولا سرحان

عن إحياء ذكرى السابع من أكتوبر في ذهنية المستعمر

بدأ الإعلام الإسرائيلي مع صباح اليوم، السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، موجات تغطية مفتوحة كما نشر جملة من التغطيات الإخبارية الصحفية المكتوبة لما تمت تسميته "إحياء الذكرى السنوية الأولى للسابع من أكتوبر الأسود"، وفي تسميات أخرى أطلق عليه الإعلام صفة "الكابوس"، أو "اليوم الذي لم ينته بعد". وجاءت هذه الممارسة التذكرية في سياق ما حددته حكومة دولة الاحتلال باعتباره "يوماً وطنياً سنوياً للحداد لتذكر ضحايا السابع من أكتوبر/تشرين الأول".

الحق الحصري في التوحش المطلق

سيمر في 7 تشرين الثاني/ أكتوبر 2024 عام كامل على الإبادة في فلسطين في غزة ممتدا إلى لبنان وحتما غير مقتصر عليها، وستظل الإنسانية في مواجهة مباشرة مع معضلة كبرى تحت مقصلة السؤال المركب: لماذا لم يتمكن أحد حتى اليوم من وقف هذا التوحش؟

التفكير عند درجة الغليان

في خضم هذا التسارع المحتدم للأحداث والوقائع المستجدة آنيا في ظل حرب الإبادة في فلسطين في غزة، سيصطدم المراقب دائما بسؤال التفكير في الحدث: حدث يقع بسرعة فائقة يتلوه حدث آخر بسرعة أعلى في متوالية من الأحداث المتنافسة في سرعتها، بينما كل حدث منها هو واقعة بحد ذاتها، تخلط امتدادات الزمن التاريخي القصير والمتوسط والطويل، بحيث يصعب تقعيدها في زمنها الصحيح للتفكير فيها. وسيأتي سؤال "كيف يمكن أن نفكر في فلسطين؟"

غزة: ماذا يرى الفلسطيني الميت قبل أن يموت؟

لم نكن في فلسطين أقرب إلى الموت مثلما نشهده اليوم من التصاق به كما هو في غزة، موت بالجملة وفرادى، كبارا وصغارا، نياما وأيقاظا، لكأنما الفلسطيني فاقد للصلاحية يستدعي إتلافا مستمرا. يقدم الموت نفسه في غزة حضورا في أقصى تجلياته المادية المتحققة عيانا أمام أنظارنا، مرئيا مباشرة لحظة وقوعه، نتعرف على القاتل بكل وضوح، وتوثق جريمة القتل على الهواء مباشرة، ويتكرر بث الجريمة مرات ومرات.

غزة في "الزمن النكبوي": زمن الإبادة المستمر

عند النظر إلى خارطة غزة الجوية من خلال "جوجل إيرث"، سيكون بالإمكان تقليب الكرة الأرضية وتحريكها، الاقتراب والابتعاد عن المكان كثيرا، أو المضي في تفاصيله الصغيرة الدقيقة. وسيبدو قطاع غزة صغيرا جدا إذا ما قورن بخارطة فلسطين التاريخية، أو بقياسه بخرائط جغرافية أخرى، ومقارنتها بعالم يبدو بعيدا كثيرا عن غزة رغم انشغاله بها، لكنه ينظر إلى غزة ويراها في لحظة وقوع الحدث

عدالة فلسطين في عيون الحراك الطلابي

لم تسفر عقود من التغطية على فلسطين قضية وشعبا وتاريخا عن تهميشها، ولم تؤدي محاولات التغطية عليها بمؤتمرات السلام بدءا من مدريد وأوسلو وما بعدها، وصولا إلى مسارات التطبيع العربية -الإسرائيلية، إلى نبذها عبر سحب تمثيل فعلها المقاوم من شعبها، بل أصبح هذا الفعل معامل تصحيح لسنوات من التضليل السياسي المفروض بالقوة خارجيا وداخليا،

هل يمكن للألم أن يكون قابلا للعد؟

ما معنى أن نعد حتى المئة؟ مئة يوم من الحرب: ابنة الموت، والزمن الذي لا يقاس، واللسان الملتوي. كيف يعد الشهيد يومه المئة كجثمان دون قبر؟ وكيف يعد المبتور الطرف يومه المئة كمصاب بخلل الوصول؟ وكيف لليتيم أن يعد يومه المئة وهو لم يدرك بعد معنى العد؟ ما معنى العد عندما نفقد مقدرة الوصول إلى النهاية، نهاية ما لا يعد: الألم؟

غزة: من السجن إلى القبر إلى الانتصار

عندما تم توصيف غزة بأنها أكبر سجن مفتوح في العالم، وقف العالم صامتا لا مباليا. ولأكثر من سبعة عشر عاما، تعامل مع الفلسطيني كسجين صامت هو الآخر، يفتقر إلى كل حيلة قد تمكنه من إسماع صوته. حدد عدو غزة، وبدعم دولي، درجة صوت الفلسطيني محاولاً خفضها إلى ما دون الصمت وبكل وسائل وأدوات السيطرة. حاصر حرية الحركة جوا وبحرا وبرا،

قراءة أولية: الإعلام العسكري في معركة طوفان الأقصى

منذ بداية معركة طوفان الأقصى، بتنا نتوقف كثيرا أمام تلك المقاطع المصورة التي يبثها الإعلام العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وبشكل يومي، ولتبدأ وسائل الإعلام كما الإعلام الرقمي بتداولها وتناقلها والتعليق عليها، مثلها كان المتابعون المؤيدين أو المتعاطفين مع مبدأ المقاومة. وهو إعلام وإن كان يختلف عن الإعلام المتعارف عليه، بما فيه إعلام الحركة بمختلف أذرعه الأخرى، إلا أن تميزه يكمن في خصيصة مهمة وهي اتقانه للمبدأ الأساسي في الإعلام الحربي

لغة غزة وتجاوز الجذر (شَ هَـ دَ)... لغة فوق اللغة

يتحرك مصدر الفعل الثلاثي (شهد) في غزة باتجاهات حدوده القصوى، ما بين "شهيد"، و"شاهد"، و"مشهدية"، وما بين كل اشتقاق يتفتق الذهن عنه ليكون ملائما هناك. ستعيد غزة ترتيب نفسها كقطع من هذه الأحرف الثلاثة في كل حروبها التي خاضتها وفي خضم مخاض انتصارها اليوم الذي تدفع ثمنه مباشرة من دماء أبنائها ساعية لتجاوز أحرف لم تعد تسعها. وستقف اللغة هي الأخرى على شفير المخاض،